همسة في أذن الرئيس

بقلم لمانه ولد عالي

تداولت وسائل الإعلام الوطنية نبأ مقابلة أجراها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الأحد الماضي الموافق 16 أكتوبر 2011 مع محطة ميدي 1 التلفزيونية ، أجاب خلالها على جملة من الأسئلة لكن السؤال الأهم (المنحور اعليه البقرة) تعلق بوجود تمثيلية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في بلادنا. 

في البداية تهرب الرئيس من الإجابة على السؤال وذلك بتأكيده أن لا علم لديه بوجود ممثل للجبهة في بلادنا إلا أن الصحفية ألحت عليه فما كان منه إلا أن أقر بوجود تمثيلية إلا أنها لاترقى على حد قوله لمستوى التمثيل الدبلوماسي. 

كنت معجبا بجرأة رئيس الجمهورية وقدرته الفائقة على التجاوب مع نبض الشارع الوطني والتي كانت آخر تجلياتها قراره التاريخي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لكنه خيب ظني هذه المرة ، عندما حاول إرضاء الحكومة المغربية على حساب تطلعات الشعب الموريتاني في إقامة علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء مع شقيقتنا ، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أسوة بما يربو على 80 بلدا عبر العالم. 

السيد الرئيس تحدثتم عن تمسك بلادنا بموقف الحياد في نزاع الصحراء الغربية وإمساكها العصى من المنتصف واسمحولي هنا أن أسجل اعتراضي على ذلك من منطلق أنه لاينبغي تبني الحياد في نزاع يعرف القاصي والداني أن أحد أطرافه غاصب ، يقتل بالجملة ، يرفض تطبيق اللوائح الأممية التي تنص على حق الشعب الصحراوي المقدس في تقرير مصيره ويتحصن خلف متاريس الفيتو الفرنسي ، فهل يجوز لنا مثلا إمساك العصى من المنتصف في النزاع الفلسطيني الإسرائلي؟ 

السيد الرئيس تعرفون أن بلادنا اعترفت بسيادة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على أقليم وادي الذهب الذي كنا نديره حيث تنازلنا عنه للحكومة الصحراوية ممثلة في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بموجب اتفاقية الجزائر 1979م ، ومادمنا نلتزم الحياد فلماذا نعتمد سفيرا مغربيا ونرفض اعتماد سفير صحراوي؟ 

السيد الرئيس موريتانيا ملزمة ، بحكم الروابط الإجتماعية والتاريخية بين الشعبين الموريتاني والصحراوي ، بإيجاد حل عادل يلبي طموحات الصحراويين ولاشك أنكم لاحظتم أن الأغلبية الساحقة من الصحراويين تتمسك باستفتاء تقرير المصير وعبرت عن رأيها في انتفاضة 2005 وانتفاضة إكديم إزيك 2010 التي مثلت الشعلة التي أضرمت نار الثورة العربية الكبرى ثم انتفاضة الداخلة التي لازالت مستمرة وتوجت بإجماع شيوخ العشائر والأعيان على رفض الإحتلال المغربي والعمل بكل الوسائل لنيل الإستقلال. 

السيد الرئيس إن نضال الشعب الصحراوي يمر اليوم بمرحلة تاريخية بكل المقاييس وعلينا أن نواكبها بتبني موقف يساير تطلعات الأغلبية الساحقة من الصحراويين نحو الحرية والإنعتاق لا أن نستمر في الرهان على حصان المخزن الخاسر لا محالة . 

إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ *** فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر 
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي *** وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر 

lemanealy@yahoo.de
الديار 20-10-2011