إخواني على رأس الدبلوماسية المغربية للمراهنة على صعود حمس بالجزائر

محمد السادس يستنجد بطبيب نفسي لفك عقدته الاستعمارية

رغم أن وزير الخارجية المغربي الجديد، عبد الله العثماني، ينتمي لحزب العدالة والتنمية المحسوب على تيار الإخوان المسلمين في المغرب، إلا أن تعيينه على رأس الدبلوماسية المغربية لم يكن مفاجئا أو أمرا لا يخطر على بال، كون قناعات إخوان المغرب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية خصوصا ما يتعلق بقضية الصحراء الغربية هي نفسها تلك المترسخة لدى نظام المخزن، والمتمثلة في التمسك باحتلال الصحراء الغربية. غير أن الأمر يكون مختلفا بالنسبة للسياسة الداخلية بالمغرب، خصوصا ما تعلق بقضايا الأمن، وهو ما يفسر عدم منح حقيبة وزارة الداخلية لحزب العدالة والتنمية، كون إخوان المغرب يظلون بنظر القصر الملكي تيارا لا يؤتمن جانبه.

وبالبحث في سيرة وزير الخارجية المغربي الجديد، نجد أنه يمزج بين التكوين العلمي والتكوين الشرعي، فالرجل الذي شغل قبل سنوات منصب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، حاصل على دبلوم دراسات عليا في الدراسات الإسلامية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، تحث عنوان "تصرفات الرسول صلى الله عليه بالإمامة وتطبيقاتها الأصولية"، إلى جانب دبلوم آخر في الطب النفسي، ودكتوراه في الطب العام، وهو ما أهله لممارسة مهنة الطب النفسي بمستشفى للأمراض العقلية.

ولأن الوزير الجديد سبق له أن شغل منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان المغربي نهاية التسعينيات، فإن مسألة ائتمانه على مواصلة النهج الاستعماري والدفاع عن احتلال المغرب للصحراء الغربية، كان بمثابة الامر المتأكد منه، من جانب القصر الملكي في المغرب.

غير أن اختيار محمد السادس لإخواني لقيادة قاطرة الدبلوماسية المغربية، التي تعطي الأولوية القصوى في سياساتها للدفاع عن استمرار الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، دون غيره من عارضي الخدمات على نظام المخزن، يعني أن محمد السادس يعوّل على صعود التيار الإخواني بالجزائر، ممثلا في حركة "حمس"، وتبوئها السلطة، لإيجاد صيغة وحل نهائي للقضية الصحراوية، بترسيم احتلال الصحراء الغربية واعتبارها بشكل نهائي ورسمي أرضا مغربية.

ويكاد يكون هذا الطرح شبه مكتمل المعالم، بعد التنقيب في مواقف حركة "حمس" من القضية الصحراوية، حيث سبق لقادة الحركة أن أدلوا بتصريحات تعبّر عن مواقف مخجلة ومخزية، تناقض مبادئ الجزائر في الدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، وهو ما قد يكون لدى محمد السادس بمثابة الدافع الأكبر لمنح حقيبة الخارجية المغربية لإخوان المغرب.
الجزائر - اسماعيل. ف
Numidia, 3/1/2012