قوات المخزن حولت مدنيين مغاربة إلى ميليشيات لترويع الأطفال والمواطنين الصحراويين

أوعز الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر، للمشاركين في الندوة الدولية حول الطفل الصحراوي، العمل على التعريف لدى اليونسكو واليونيسيف، بواقع الأطفال الصحراويين، للحصول على دعم يسمح بتخفيف ضغوط المنفى واللجوء على هذه الفئة التي تعاني إلى جانب التشريد بالأراضي المحتلة، انتهاكات صارخة تتعارض مع المواثيق الدولية.

وأبرز طالب عمر، في كلمة ألقاها لدى افتتاح أشغال الندوة بمدرسة ٢٧ فبراير بمخيمات اللاجئين الصحراويين أهمية تنظيم مثل هذا النوع من الندوات، لأنها كفيلة بأن تظهر معاناة الطفل الصحراوي سيما المتواجدين في الأراضي المحتلة.

وأشار ذات المسؤول، إلى أن السلطات الصحراوية تعمل جاهدة بدعم من الأشقاء على التخفيف من حدة هذه المعاناة والتعجيل بالحل الذي يضمن الحق والكرامة وذلك من خلال بناء المؤسسات التي تتكفل بالطفل تعليما وتربية وصحة طبقا لما تسمح به الظروف والتعريف بمعاناة الطفل، الصحراوي بالمناطق المحتلة.

وعن هذا الأخير قال طالب عمر، أن معاناة الطفل الصحراوي في الأراضي المحتلة تبدأ وهو مازال في بطن أمه، إذ كثيرا ما تتعرض الأمهات للإجهاض نتيجة التدخل الهمجي في المظاهرات أو مداهمة البيوت، ثم تحول المعاناة عند تسجيله في الحالة المدنية حيث كثيرا ما يعترضون على بعض التسميات، وفي المدرسة يبدأ بحشو عقول الأطفال بالتاريخ المزور ومضايقتهم مما يسبب في الانقطاع عن الدراسة.
 
وأردف قائلا: أن الأطفال لم يسلموا من السجن والاعتقال، أما الذين يصلون للجامعات فتبقى المضايقات مرافقا لهم حتى التخرج ليتوجهوا للبطالة إذ لابد من التعبير عن الولاء للغازي المغربي للحصول على الشغل.

ولفت الوزير الصحراوي، الانتباه إلى أن النظام المغربي حاول جاهدا تهجير الكثير من الشباب لإفراغ المنطقة، واستبدالهم بالمستوطنين، الذين تستغلهم في التظاهرات وكأنهم السكان الأصليون، كما تجندهم كمليشيات لمواجهة الصحراويين في الاحتجاجات والمظاهرات، وهي حقائق تحاول سلطات المخزن التستر عليها، ولذلك ترفض دخول كريستوفر روس للمنطقة، لأنها تخاف أن يكتشف الكثير من الحقائق خلال هذه الزيارة.

وأمام هذا الواقع المر، أكد طالب عمر، أن المطلوب من المشاركين في الندوة والمتضامنين مع القضية والشعب الصحراوي، العمل على التعريف بهذا الواقع الذي يتعارض مع المواثيق الدولية.

من جهته الأمين العام لاتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب موسى سلمى، وفي كلمة له باسم اللجنة المنظمة، أبرز أن قضية الطفل الصحراوي وحقوقه أصبحت تباع وتشترى في المحافل الدولية، في وقت لازالوا يعانون من الإرهاب الممنهج من قبل المغرب.

وأكد أن الطفل الصحراوي كغيره من أطفال العالم، له الحق في أن يكون له إسم وهوية ووطن، وحماية من كل أشكال التمييز، داعيا كل الهيئات والمنظمات الدولية ومنها منظمة اليونسيف واليونسكو إلى بذل الجهود لتطبيق الإجراءات والقرارات ذات العلاقة بالطفل الصحراوي.

أما الأمين العام لاتحاد الحقوقيين الصحراويين أبا السالك الحيسن، فأكد بدوره أن أغلب الأطفال بالأراضي المحتلة وجنوب المغرب، تأثروا نفسيا بحالات العنف، والقتل وجرائم الاغتصاب، والاختطاف، بنسب متفاوتة الخطورة، حيث ظهرت عند البعض قلة النوم الانعزال والانطواء وصفات الغضب والتوتر بسبب مداهمة عائلاتهم التي نتج عنها مضاعفات جسدية بسبب الضرب المبرح. 

وجدد رئيس الوفد الجزائري، محمد بن جديدي موقف الجزائر الثابت، إزاء القضية الصحراوية، وتعهد بتقديم الدعم للصحراويين، سيما في مجال حماية حقوق الإنسان، وترقيتها.

وشدد رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل «ندى»، على ضرورة إيجاد الحلول لحماية الطفل الصحراوي، الذي يعاني من وضعية خاصة بسبب بقائه أطول فترة في اللجوء، فضلا على أنه الطفل الوحيد الذي يولد ويسجل مباشرة لاجئ.

مبعوثة «الشعب» إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين: زهراء.ب

الشعب 19/06/2012