في النفعة الذكرى

الصحراء الغربية الصحراوي منصور عبدالقادر البوليساريو 


أكتوبر 1988: حرب التحرير في أوجها، جيش التحرير الشعبي الصحراوي يسجل يومياً انتصارات عسكرية عارمة، الجيش المغربي متقوقع وراء الحزام الرملي وتحت الأرض، أكثر من 80 دولة اعترفت بالجمهورية الصحراوية، كثافة وضخامة الانتصارات العسكرية والدبلوماسية تحافض على معنويات المواطنين، العطاء والتضحية هي سمة مشتركة تطبع كل الصحراويين، الصديق والعدو يخافهم، قوتهم في وحدتهم والتحامهم. يحاربون كل مظاهر التخلف مثل القبلية التي قال عنها الشهيد الوالي رحمه الله أنها "لغم تحت أقدامنا يمكن أن تنفجر في أي لحظة".

لم يكن شهيد الحرية والكرامة يتصور أن من سيفجر هذه القنبلة هم رفاقه الذين ترك بين أيديهم أمانة الشعب الصحراوي ومصيره. لتحقيق مراميهم الشخصية، لجأوا إلى إثارة المشاعر القبلية لدفع جزء من اللاجئين إلى التظاهر ضد قيادة الجبهة الشعبية. أولئك الذين قاموا بذلك العمل الإجرامي هم العظمي، عبدالقادر الطالب عمر، منصور عمر ومحمد سالم ولد السالك.

منذ ذلك الحين أصبحت قيادة الجبهة عبارةً عن برلمان لكل القبائل الصحراوية. المناصب لم تعود على أساس الكفاءت ولكن على أساس الإنتماء القبلي، سلطة المنظمة تلاشت شيئاً فشيئاً إلى أن أصبحت الفوضى تعم على كل المؤسسات، المؤسسات العتيدة أصبحت عبارة عن أشباح مؤسسات اجتاحتها الرمال، تنفخ فيها رياح المقابر، أصبح الكل يتشدق بالقبلية، كبير الخونة العظمي فر إلى العدو يحمل معه أسرار المخابرت الصحراوية التي كان يرأسها.

أعطى نفساً للعدو عندما إقترح عليه توسيع لوائح الاحصاء الاسباني وبذلك تمكن العدو من عرقلة مسلسل السلام إلى الأبد. 26 سنة من بعد تلك الأحداث، ما زال نزاع الصحراء الغربية قائماً بفضل صديق عبدالقادر طالب عمر ومنصور عمر، صديقهم في تلك الخيانة التي هزت الكيان الصحراوي وما زلنا نعيش عواقبها.

الأشخاص الموجودون في القيادات هم عبارة عن ممثلين لقبائلهم. ملك المغرب قام بزيارة مدينة الداخلة ، مدينة كل من عبدالقادر ومنصور، المدينة التي ضلت متقاعسةً عن النضال الوطني منذ عهد إسبانيا. خيانتهم وخيانة مدينيتهم تستلزم منهم تقديم استقالتهم.