الدبلوماسية المغربية تجري مراجعة لمقاربتها لملف الصحراء بعد أن حققت البوليساريو اختراقات هامة

الرباط ـ ‘القدس العربي’: اظهرت مؤشرات عديدة عن حركية دبلوماسية مغربية تحاول اصلاح اخطاء كان مسكوتا عنها، خاصة في تدبير ملف النزاع الصحراوي، بعد ان حققت جبهة البوليساريو خلال السنوات الماضية مكاسب هامة في المنظمات الاقليمية والدولية واختراقات في مناطق كانت تقف دائما الى جانب المغرب في هذا النزاع.
وشكلت الخطابات الاخيرة للعاهل المغربي الملك محمد السادس منعطفا في قراءة الدبلوماسية المغربية، ليس فقط الدبلوماسية الرسمية، بل ايضا الدبلوماسية البرلمانية والدبلوماسية الموازية الممثلة في تحرك الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني، التي وجه لها العاهل المغربي نقدا صريحا وقاسيا.
وفي هذا الاطار جاء اجتماع وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار اول الاحد الماضي في العاصمة البلجيكية مع سفراء المغرب بدول الاتحاد الاوروبي.
وأكد مزوار في اللقاء على أهمية وضع استراتيجية جديدة للدبلوماسية المغربية، تقوم على أهداف وأولويات واضحة تراعي التنسيق بين كافة المتدخلين، وتركز على بعدين أساسيين، الاول يهم الاهتمام اكثر بالمجتمع المدني وشبكات التواصل الاجتماعي والفاعلين غير الحكوميين، بما في ذلك البرلمانات ومختلف الوسائط السياسية والمدنية والإعلامية بالدول، من اجل التسويق لصورة المغرب دوليا، فضلا عن الاهتمام بالبعد الثقافي في التعريف بالتطورات المهمة التي يشهدها المغرب في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والحقوقية.
وحدد الوزير المغربي البعد الثاني في الدبلوماسية الاقتصادية من خلال الانفتاح اكثر على الفاعلين الاقتصاديين في مختلف الدول، والانخراط في شراكات اقتصادية تعود بالنفع على المغرب وعلى شركائه الاقتصاديين في افريقيا وأوروبا والخليج وباقي حلفائه الاستراتيجيين والتركيز على موقع المغرب كبوابة لأفريقيا في تقوية موقعه الجيوسياسي والاقتصادي دوليا. 
ودعا صلاح الدين مزوار، حسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية المغربية، السفراء المغاربة في دول الاتحاد الاوروبي الى التنفيذ الفعلي لتوجيهات الملك محد السادس التي جاءت في خطاب افتتاح السنة التشريعية الاخيرة في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، ودعا فيه الى دبلوماسية هجومية متعددة الأبعاد والخروج من حالة الدفاع عن قضايا المغرب العادلة في مختلف الواجهات والملتقيات الدولية نحو توخي الاستباقية في مواجهة تحركات خصوم المغرب.
واكد رئيس الدبلوماسية المغربية ان ذلك لن يتم دون مراجعة شاملة للخطاب الدبلوماسي وتجاوز القنوات الدبلوماسية الرسمية في تعزيز حضور المغرب دوليا في مواجهة خصومه، نحو مقاربة اكثر انفتاحا وفعالية تعتمد وسائل وآليات جديدة ومتعددة، تواكب التحولات التي يشهدها عالم اليوم والتحديات التي تنتظر المغرب.