محمد عبدالعزيز أو خيبة الأمل الكبرى

أربعون سنة مرت على كفاح الشعب الصحراوي ، كفاح مرير ملئ بالبطولات والأمجاد سقط خلاله الأف الشهداء إلا أنه عندما يقف المرء اليوم لإجراء تقييم الوضع الراهن يصاب بخيبة إن لم نقل بصدمة قاسية 

إذا قمت بجولة في المؤسسات ستجد أنها تشبه الأشباح أو المقابر المهجورة. لا يوجد منها إلا الإسم. فهي عبارةٌ عن جدران تنفخ فيها الرياح ومليئة بالكثبان لا يعمرها إلا بضعة أشخاص من فريق زبناء الرئيس محمد عبدالعزيز . هم زوبناؤه ليس بالمفهوم الإقتصادي بل بالمفهوم السياسي. الزبونية هي نظام يقوم فيه السياسيون الأقوياء بحماية الأشخاص والدفاع عن الأشخاص مقابل مبايعة هؤلاء الأخرين وخدمتهم لأسيادهم 

هذا المفهوم ينطبق تماماً على الوضع الذي تركه تسيير الرئيس محمد عبدالعزيز لشؤون الشعب الصحراوي 

عهدة محمد عبدالعزيز تنقسم إلى مرحلتين : من 1976 إلى 1987 ومن 1987 إلى اليوم 

1- المرحلة الاولى ، من 1976 إلى 1988 : كان همه الأول تسيير ومتابعة العمليات العسكرية اليومية وترك تسيير الشؤون الاخرى بين يدي كل من البشير مصطفى السيد وسيداحمد البطل . هذاً الشخصان كانا عبارة عن العقل المدبر للجبهة انذاك. إلا أن الخلافات الشخصية والتنافس بين البشير والعظمي جعل الساحة السياسية الصحراوية عبارة عن قفص للملاكمة بين العناصر القيادية وهو الوضع الذي سيقود إلى أحداث 1988 القبلية

2- المرحلة الثانية : منذ 1988 كان همه الأول توطيد سيطرته على السلطة وانفراده بها للإنتقام من أولئك الذين إعتبر أنهم خانوا ثقته بهم ونصبوه رئيساً لتحقيق مطامحهم الشخصية. وقد إستطاع فعلاً تركيعهم وإذلالهم إلى أن اصبحوا عبارة عن دمى بين يديه واقماراً تدور في فلكه. فقد حول البشير مصطفى إلى راع يجري وراء أيبأليه ودفع بالمتشددين من معارضيه إلى الخيانة الكبرى والفرار إلى المغرب والبقية يدورون حوله لإلتقاط ما سيطيح من يده من دولار أمريكي أو دينار جزائري، فهو السيد الوحيد الذي يوزع المال والمناصب من كبيرها إلى صغيرها.

فالكذاب الذي يرأس وزارة الخارجية لم يعين قط لا سفيراً، ولا ممثلاً ولا مديراً. فهو وزير فقط وهمه الوحيد العمل على إرضاء سيده محمد عبدالعزيز أو سيدته خديجة حمدي التي أصبحت في السنوات الاخيرة يحسب لها حسابها وتكيل وتميل 

منذ نشأتها، اعتمدت الجبهة سياسة التوازن القبلي، على الأقل بين بعض  القائل، فهناك أخرى قامت بتهميشها وقمعها وقتل ابنائها لأسباب لا يعرفها إلا الرئيس ومساعده سيداحمد البطل الذي يعتبر بمثابة الصندوق الأسود للجبهة 

أحداث 1988 جعلت محمد عبدالعزيز يعتمد على المعيار القبلي في كل تعاملاته إلى درجة أن المنظمة  أصبحت عبارة عن كونفدرالية من القبائل كل قبيلة منها تجري على مصلحتها الشخصية، في المخيمات تسود الفوضى ، القبيلة تتظاهر إذا لم يسمح النظام لأبنائها بتهريب المازوت أو المواد الغدائية ، الشباب يعتدي على مصالح الأمن ، القيام باعمال تخريب المصالح العمومية، ألخ 

أما على المستوى الدبلوماسي فقد أصبحت الجبهة في وضعية دفاع سلبي فيما أصبح العدو في وضعية هجوم بما في ذلك على المستوى الاعلامي حيث ينحد عمل الجبهة على التكذيب والتبرؤ من إتهامات العدو.