إستجواب الوزير مع صحيفة أجنبية

الحمار إبن الحمار إبن الجحش المكلف بالخارجية في مملكة بني كلبون لا يستطيع الرد لوحده على اسئلة الصحافة لذلك يحفظ لاين أطيب لوحو 

18/7/2014
عناصر الجواب على سؤال سيجيب عن السيد صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون في إطار استجواب مع صحيفة أجنبية

السؤال:

"ما هو تقييمكم للتطورات الجيواستراتيجية في المنطقة العربية، وتأثيرها على المغرب خاصة بعد التهديدات الإرهابية التي أصبح يتلقاها ؟".

الجواب: 

يعيش العالم العربي حالة من عدم الاستقرار غير مسبوقة تنذر بتطورات سياسية واجتماعية وأمنية خطيرة بدأت تعصف بكثير من الثوابت، حيث تعرف بعض بلدان المنطقة العربية صراعات إثنية وطائفية وسياسية تجعل التوازنات المجتمعية في مهب الريح، في ظل تربص قوى إقليمية ودولية بالمنطقة لا تستثني تغيير حدودها. 

من بين أسباب هذا الوضع المقلق حياد المسارات الإصلاحية التي انطلقت، بداية سنة 2011، في بعض دول المشرق العربي عن أهدافها، وافتقاد القدرة على التجميع بين مكونات المجتمعات المعنية بتوجهاتها السياسية والطائفية والمذهبية والثقافية المتعددة، إلى جانب التدخلات الأجنبية ودورها في تأجيج الوضع في بعض الحالات. 

ويعد كذلك إخفاق المنتظم الدولي في تحمل مسؤولياته في استتباب الأمن والسلم بالمنطقة والتدخل في الوقت وبالكيفية المناسبين، عاملا أساسيا فيما يجري من فوضى وعنف وتطرف. 

ويبقى من أهم الأسباب أيضا تعطيل حل القضية الفلسطينية، عبر إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، الذي يزيد في تنامي الشعور بالغبن والإحباط وبالتالي توفير مبررات العنف والتطرف. 

إن المغرب، كجزء من العالم العربي، يظل معنيا بما يجري في محيطه، ويتابع الأوضاع عن كثب وله مواقف واضحة، كما أن لديه مبادرات إقليمية ودولية تهدف إلى بلورة المعالجات الملائمة للأزمات التي برزت هنا وهناك، وذلك في إطار مقاربات شاملة تدمج مختلف الأبعاد السياسية والأمنية والجيواستراتيجية والتنموية، مع التركيز على الجانب الإنساني والتضامني الذي حرص ملك البلاد، جلالة الملك محمد السادس، على إضفائه على السياسة الخارجية للمملكة المغربية.

لكل أزمة من الأزمات التي تعيشها المنطقة العربية خصوصيات وتجليات. 

ففي سوريا، النظام لم يومن بعدُ بضرورة التخلي عن الطروحات التي يعتقد أنها ستمكنه من العودة إلى الوضع قبل شهر مارس 2011 حتى يستطيع الشعب السوري قيادة مرحلة الانتقال الديمقراطي بكل حرية ومسؤولية. 

وفي العراق، احتكار السلطة وإقصاء مكونات أساسية من المجتمع العراقي وتجاهل الخصوصيات الوطنية لمكونات أخرى لم يسمح بالاستغلال الأمثل لغنى تنوع المجتمع العراقي وبتدعيم ركائز الدولة العراقية على أساس المصير المشترك، بعيدا عن التحيز والطائفية. 

وبالنسبة لليمن، ضعف نسبة التنمية الكفيلة بخلق فرص العمل وضعف البنيات التحتية للبلاد جعلا مناطق من اليمن مرتعا للجماعات والأفراد الذين يفتعلون الفوضى للاستفادة منها ولتحقيق مكاسب كل حسب إديولوجيته والأجندة التي يشتغل لصالحها. 

أما ليبيا، فأول ما يمكن أن يقال هو إن الشعب الليبي، المعروف بحكمته وطيبوبته، لا يستحق ما يقع له ولبلاده. ولعل حكمة هذا الشعب وتبصره هي التي ستسمح له بمعالجة جوهر أو لب مشكلته وهي غياب مؤسسات الدولة العصرية، هذا الغياب الذي لم يكن الشعب الليبي مسؤولا عنه وها هو الآن يعاني من تبعاته ععلى المستوى الأمني والسياسي والتنموي. 

وتبقى المعضلة الكبرى هي الإخفاق في تسوية القضية الفلسطينية بسبب رفض سلطات الاحتلال الإسرائيلية الامتثال لقرارات الشرعية الدولية وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في استرجاع أراضيه المغتصبة وبناء دولة فلسطين عليها وعاصمتها القدس الشريف. بل إننا نعاين كيف تتمادى إسرائيل في اعتداءاتها اليومية على الفلسطينيين، ولا أدل على ذلك من القصف على غزة لليوم الحادي عشر على التوالي والذي هو في الواقع جزء من سلسلة اعتداءات منتظمة الفصول ومُحكمة الإعداد للرجوع إلى نقطة الصفر كلما بدا بصيص من الأمل في تسوية القضية الفلسطينية العادلة. ويكفي هنا استحضار كرونولوجيا الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني للـتأكد من هذه الاستراتيجية التي تتوخى منها إسرائيل تحقيق مكاسب ميدانية، وتشديد قبضتها على الأرض الفلسطينية المحتلة، وتبرير رفضها للسلام، والتنصل من أية مسؤولية في إفشال المفاوضات وإلصاق التهمة بالجانب الفلسطيني، وإضعاف قدراته، والمس بوحدة صفه. 

من ضمن العوامل المشتركة لهذه الأزمات التهديدات الإرهابية والإدليولوجيات التي تحركها. فقد شكل تقدم "داعش" في المنطقة وإعلانها "الخلافة" زلزالا إقليميا ودوليا يجب حمله على محمل الجد. الكل يعمل استعمال هذا الكيان المغرض للإسلام لربح تعاطف بعض شرائح المجتمع واستهواء قلوبهم وجرهم إلى إيديولوجيته التي لا غرض منها سوى الوصول إلى التحكم في عقول الناس وفي ممتلكات البلاد وبسط نفوذه على المحيط. 

لا يُستبعد كذلك أن يصبح هذا التنظيم قاعدة خلفية لجميع الحركات المتطرفة التي تشاركه في الأجندة مما سيكون له تأثير خطير على أمن واستقرار دول الجوار ودول عربية أخرى تعيش مرحلة انتقالية صعبة. كما أنه يسعى إلى خلق فروع له في شمال إفريقيا واستقطاب مقاتلين في صفوفه لتشتيت الجهود المبذولة لمحاربته ونشر إيديولوجيته.

بالنسبة للمغرب، يظل إشعاع الفكر المعتدل ومواصلة مسار البناء الديمقراطي وتقوية الجبهة الداخلية وتعزيز التنسيق الإقليمي والدولي، من أهم السبل لمواجهة التهديد الإرهابي، في ظل وضع تعرفه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتسم بالتوتر وعدم الاستقرار وما نتج عنه من انتشار فوضوي للأسلحة.